أما المعارضة الأخرى فهي غير مخاطبة على الإطلاق ... فهي سبب هذا الدمار وهذا البلاء والسبب الرئيسي في إطالة عمر النظام وهي التي حذلت الشعب الذي استأمنها على وطن كان مليون ميل مربع قامت بتسليمه على طبق من ذهب إلى من قام ببتره وتقسيمه...وسلمته إلى من تستجديه الآن لكي يتصدق عليها بمنصب ... لقد خذلتم الشعب ... وهناك جبال من الأدلة على خذلان هذه الأحزاب الطائفية للشعب وللأسف أصبحت أكبر الأحزاب بعد هذه السنيين من الخبرة السياسية عبارة عن كومبارس وتعملSub Contract للمؤتمر الوطني
الحركات المسلحة التي تقاتل النظام على الأطراف في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان عشرات السنين والحال كما هو فكيف تسقطوا النظام وهو يبعد عنكم ألاف الكيلو مترات فالحكومة ليست في الجنينة أو كاودا الحكومة في الخرطوم ... فلنكن واقعين لقد جربتم يا أخوان كل المجرب وسقطت على أيديكم مدن كبيرة ومواقع إستراتيجية وأسرتم مقاتلين سنوات عديدة
فماذا بعد ؟ هذا هو السؤال ... لا شئ ... النظام وأهله في غيهم مستمرون وفي نعيم ورغد العيش يمرحون... والتعابة والغلابة الذين خرجتم من أجلهم للثمن هم يدفعون ...
نقول لكم شكراً لقد أوصلتم القضية إلى أبعد مدى وضحيتم بأنفسكم وأوقاتكم من أجل قضية تؤمنون بها حان وقت وقف إطلاق النار وهذا لا يعني وقفه بالمجان ... والذي يحدث الآن من جرائم على سمع وبصر العالم ... لكن لقد ولى ذاك الزمن الذي يدعم فيه العالم الديمقراطي حركات التحرر والنضال ... فالعالم أصبح يتعامل بعشرات الأوجه والأقنعة المزيفة .. الدول الأوروبية التي من الممكن أن تتبنى هذه القضية فيها ما يكفيها من مشاكل هذا غير مشكلة التطرف والحرب على الإرهاب والهجرة الغير شرعية والغزو الفكري الذي تشكو منه معظم دول أوروبا يعني بإختصار لقد أصبحت حركات التحرر والنضال يتيمة لا عائل لها
وفي النهاية الذي يدفع الثمن هو المواطن الغلبان في كل أنحاء السودان وليس في مناطق العمليات فقط وسيدفع الثمن في صحته .. ومسكنه ... وتعليم أبنائه , ومستقبله .. وعندما تضع الحرب أوزارها والتي الله أعلم متى سيكون ذلك ستواجهون واقعاً سيئاً ستجدون أجيالاً أصبحت فاقد تربوي ... وقرى ومدن هُجرت ... ومصانع سُرقت ... ومشاريع زراعية صُحرت ... وجُل الميزانية تذهب للأمن والجيش لحماية النظام ولأجل أن يستمر ... والعالم من حولنا في تطور مستمر ولن يتوقف ولن ينتظرنا لحظة ونحن الوحيدون في المنطقة نرجع إلى الوراء بسرعة فائقة . إلى متى هذا ؟؟ إلى متى سنكون موضع تندر وسخرية إلى الآخرين ؟؟
أما الحكومة عليها أن تعترف بأنها فشلت تماماً في إدارة الدولة وسوءاتها يعلم بها القاصي والداني ولا داعي لإجترارها المُمِل حتى على أصحابها ... يكفئ إننا تزيلنا قائمة العالم في كل شئ إلا الفساد والدمار فالسودان على رأس القائمة ... كما يجب الإسراع في تخفيض مصروفات الحكومة وإلغاء عدد من الوزارات والغريب إنه في الوقت الذي يطالب فيه الجميع بإختصار عدد الوزارات تجئ الحكومة وتقرر إنشاء وزارة جديدة للترضية لأحزاب الفكة وكأنها لم تسمع الرأي الذي يقول قبل أن تنشئ وزارة جديدة يجب أن تلغي عدّة وزارات لا داعي لها
كما يجب على الحكومة أن تكف عن البذخ والإسراف ( والفشخرة ) التي لا داعي لها وأن تتوقف عن المهرجانات والمؤتمرات التي كلفت الدولة الملايين من مال الشعب وبدون أي نتيجة
فنحن في حاجة إلى مراكز متخصصة لدراسة أوضاعنا المستقبلية في جميع المجالات ولسنا في حاجة إلى مؤتمرات بكل مسمياتها فهذا هدر للمال العام .... فكل الدول التي نهضت بعد الركود حتى الدول الأفريقية رواندا وأثيوبيا قامت بإنشاء مراكز للبحوث والدراسات وهذا ما يجب أن تطرحه القوى السياسية والاقتصادية في البلاد التي تعيش حال الأزمة مستقبل هذا الوطن في عالم يعطي أهمية كبيرة للدراسات والبرامج المستقبلية لو كانت حادبة فعلاً على مصلحة الوطن ... وإذا أخذنا مثالين لآخر مؤتمرين عقدا في هذه السنة وتكاليف مؤتمر المصالحة أو الوثية فقط الذي استمر سنيين عددا أو مؤتمر العلماء بالخارج كفيلين بقيام كل مراكز البحوث والدراسات التي نحتاجها لعشرات السنيين ...
إن غياب المؤسسات ومراكز البحوث الجادة والمتخصصة في البلاد سمحت للكثير من الجمعيات والجماعات السياسية والدينية أن تطرح أفكارها ومشاريعها الخاصة بكيفية إدارة الأمور في البلاد والتغلب على المشاكل والأزمات الاقتصادية المزمنة في البلاد ومعظم هذه الدراسات مع احترامنا الكبير لواضعيها واجتهاداتهم تنقصها الشمولية واللجوء إلى الأسلوب العلمي في حل المشاكل فهذا عمل ضخم ومهم جداً يحتاج إلى دعم الدولة إن أرادة الدولة الخروج من عمق الزجاجة بدلا من المؤتمرات الفارغة وهدر المال العام
لذلك يصبح من الضروري وضع نهاية لحالة الخلافات والحرب السائدة والتي لم يجني منها المواطن غير التخلف ويصبح ترشيد العقول وتهذيب النفوس وسيادة القانون مقومات رئيسية في أي مشروع حضاري .